الجمعة، ٨ ربيع الأول ١٤٣٢ هـ

فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةأو يصيبهم عذاب أليم

 
وقوله {فليحذر الذين يخالفون عن أمره}
أ
ي عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته,
فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله, فما وافق ذلك قبل,
وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائناً من كان,
كما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»
أي فليحذر وليخشَ من خالف شريعة الرسول باطناً وظاهراً.

{أن تصيبهم فتنة}
أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة

{أو يصيبهم عذاب أليم}
أي في الدنيا بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك.
كما روى الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق, حدثنا معمر عن همام بن منبه, قال: هذا ما حدثنا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب اللائي يقعن في النار يقعن فيها, وجعل يحجزهن ويغلبنه ويقتحمن فيها ـ قال ـ فذلك مثلي ومثلكم, أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار, فتغلبوني وتقتحمون فيها»
أخرجاه من حديث عبد الرزاق.


تفسير ابن كثير


قال القرطبي:
قوله تعالى: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره"
بهذه الآية احتج الفقهاء على أن الأمر على الوجوب.
ووجهها أن الله تبارك وتعالى قد حذر من مخالفة أمره، وتوعد بالعقاب عليها بقوله:
"أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"
فتحرم مخالفته، فيجب امتثال أمره.
والفتنة هنا القتل؛ قاله ابن عباس. عطاء: الزلازل والأهوال.
جعفر بن محمد: سلطان جائر يسلط عليهم.
وقيل: الطبع على القلوب بشؤم مخالفة الرسول.
والضمير في "أمره" قيل هو عائد إلى أمر الله تعالى؛ قاله يحيى بن سلام.
وقيل: إلى أمر رسوله عليه السلام؛ قال قتادة. ومعنى "يخالفون عن أمره" أي يعرضون عن أمره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق