الأحد، ٣ ربيع الأول ١٤٣٢ هـ

موقف الإمام أحمد لما جاء الفقهاء إليه لتنحية الحاكم "الواثق"

وكان من مواقفه رحمه الله في تلك الفتنة العظيمة، موقف عظيم، يدل على تمسكه بالسنة، ورجائه لما عند الله جل وعلا فيما نحسب، ولا نزكي على الله أحدا، روى الخلال عن حنبل فقال: "اجتمع فقهاء بغداد إلى الإمام أحمد، وقالوا له في ولاية الواثق: إن الأمر قد تفاقم وفشا –يعنون القول بخلق القرآن وغير ذلك من ظلم السلطان، ثم قالوا: ولا نرضى بإمارته ولا سلطانه، فغضب الإمام أحمد عليهم وقال: عليكم بالإنكار بقلوبكم، ولا تخلعوا يدا من طاعة، لا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم واصبروا، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر ويستراح من فاجر، وقال لهم: ما أرى هذا صوابا -يعني: خلع أيديهم من طاعته ونزع البيعة- هذا خلاف الآثار" والإمام أحمد رضي الله عنه وأرضاه يقول ذلك، وقد جلده السلطان كما تقدم وآذاه، بل منعه أن يلقي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس، لكن أهل السنة أهل عقل وإنصاف واجتماع، يخافون من الفتنة بين المسلمين، وسفك دمائهم، فرضي الله عنهم وأرضاهم

المصدر من هنا.